بورتريه كفافيس
بورتريه كفافيس


منى عبد الكريم تكتب: الفنان التشكيلي ماهر جرجس يحتفي بالقراءة بطريقته الخاصة

أخبار الأدب

الأحد، 19 فبراير 2023 - 01:34 م

بطريقة مبتكرة قرر الفنان التشكيلي السكندري ماهر جرجس المشاركة في معرض القاهرة للكتاب الذى اختتمت فعالياته مؤخرا، حيث قام بنشر مجموعة من اللوحات التي تحتفى بفعل القراءة ومن بينها «القراءة فعل رائع»، و«قراءة مصرية جدا» و«المثقف وتوقيتاته الدقيقة» على صفحته على الفيسبوك، إضافة إلى نشره مجموعة من أغلفة الكتب التي تتنوع بين المجموعات القصصية ودواوين الشعر التى وظفت أعماله التشكيلية ومن بينها «عرش الأنس» و«سراديب العتمة» لمجدى عبد النبى، و«عيش وحلاوة» و«لون عيونك إيه» لحامد السحرتى.


وعلى الرغم من أن هذه اللوحات تنتمى لفترات سابقة، إلا أن الفنان وجد أنها فرصة مناسبة لمشاركتها مع أصدقائه، إذ عرضت بعض من تلك اللوحات من قبل فى معرضه «عتبات البهجة» 2015.

وهو العنوان الذى استلهمه من مجموعة الأديب إبراهيم عبد المجيد التى تحمل نفس الاسم، وهى ليست المرة الأولى التى يستلهم إبداعاته التشكيلية من أعمال الأديب إبراهيم عبد المجيد إذ سبق وقدم لوحتين من وحى «طيور العنبر»، و«لا أحد ينام فى الإسكندرية». 


والمتابع لصفحة الفنان ماهر جرجس، يجد أن كثيرا من أعماله ترتبط بالأدب والشعر، إذ عادة ما يقوم بنشر أعماله مصحوبة بمقاطع من قصائد لشعراء عدة من بينهم محمود درويش، وكفافيس، وصلاح جاهين وغيرهم.

كما أن كثيرا من أعماله كانت كذلك محفزا لإبداع أصدقائه الشعراء، يقول الفنان: هناك دائما محفزا للإبداع لدىَّ والشعر يعتبر أحد هذه المحفزات. 


وقد وجد الشعر طريقه لوجدان الفنان ولأعماله التشكيلية، سواء بتصوير الشعراء الذين أحبهم من خلال مجموعة من البورتريهات، ومن بينهم كفافيس ولورانس داريل، لاسيما ممن ظهرت الإسكندرية جلية فى كتاباتهم وأشعارهم.

أو من خلال ربط أعماله التشكيلية بأبيات من الشعر، فعلاقته بالشعر ممتدة منذ الطفولة حيث بدأ بتذوق الشعر بفضل أساتذته فى المدرسة الذين أسسوا جيدا لهذا الجيل الذى خرج متذوقا للغة العربية وآدابها. 

 

 


وليس الشعر وحده الذى ترك بصمة واضحة فى أعمال الفنان ماهر جرجس، إنما مختلف فروع الثقافة والأدب، إذ نراه يختار عبارة «المسرح أبو الفنون» كعنوان فرعى يرتبط بلوحته «القراءة فعل رائع»، وهو ما يكشف عن تاريخه الممتد فى العمل الثقافى الذى استغرقه منذ أن تخرج بكالوريوس فنون 1973، حيث أشرف على «جاليرى 88» بقصر التذوق الشاطبى بعد تطويره، وأشرف كذلك على تطوير قصر الشاطبى ليصبح قصرا للتذوق.

وكما تولى منصب مدير قصر ثقافة التذوق سيدى جابر، وبعدها مدير عام ثقافة الإسكندرية فى الفترة من 2006 إلى 2009، لترتبط الممارسة الفنية لديه بخدمة العمل الثقافى ككل 
وعبر سنوات طويلة استطاع الفنان ماهر جرجس أن يصنع بصمة لأعماله التى تتميز بالبهجة اللونية الشديدة، والمزج بين ما هو عضوى وهندسى.

وكذلك كان لوجوده فى الإسكندرية أثر كبير فى تجربته التشكيلية واختياره للرموز والموضوعات التى تناولها ومن بينها عمله «الصياد وبنت البحر» وحوار الصياد والسمكة، والبسكلتة على كورنيش الميناء الشرقية، ومجموعة الأسماك، وتعتبر الأسماك والمراكب من الرموز التى تكررت كثيرا فى أعماله.


وربما تعتبر العين كذلك واحدة من المفردات المهمة فى تجربة الفنان ماهر جرجس، فما أن تشاهد لوحاته حتى تأسرك تلك العيون التى تتطلع إليك، والتى تراها بصياغة مختلفة فى كل مرة فأحيانا هى عين حورس.

وأحيانا تراها غرائبية لا تشبه تلك العيون التى تعرفها، بل وتجدها تركت مكانها المعتاد لتتجول بحرية فى اللوحة لتمارس دورها فى الرؤية وكذلك المعرفة، إذ يقول الفنان إن العين هى فعل الرؤية، وهى مفتاح القراءة، وبالتالى الإدراك، فالعين بوابة، وهى مدخلك الأول إلى العمل التشكيلى.


ومن الأمور الأخرى التى تتأكد فى كثير من أعمال الفنان ماهر جرجس توظيفه لرموز الحضارة المصرية القديمة، نجده يقدم صياغة تشكيلية لوجوه الفيوم، وتصورا تشكيليا لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وقراءة فى كتاب «الخروج إلى النهار».

وغير ذلك، إذ يرى دائما أن أعماله التشكيلية تطرح تصورا آنيا للفن المصرى القديم، ولا تزال التجربة بثرائها ممتدة ليضيف لها الفنان كل يوم أعمالا جديدة.

اقرأ ايضاً | الدكتور محمد حقي صوتشين يكتب: الأدب العربي والترجمة والعولمة

نقلا عن مجلة الأدب : 

2023-2-19


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة